حقق فريق يوفنتوس الايطالي فوزًا هامًا أمام ضيفه ريال مدريد الاسباني في مباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، مباراة تفوق خلالها يوفنتوس فنيًا وتكتيكيًا وكان بإمكانه زيادة غلته التهديفية إذا ما غامر هجوميًا في شوط المباراة الثاني ودقائق المباراة العشرين الأولى .
1- المساحات سلاح ذو حدين
اعتمد اليغري في بداية المباراة على تضييق المساحات أمام لاعبي ريال مدريد وعدم إتاحة الفرصة لهم في تبادل الكرة والتمرير بشكل سليم، بمجرد إستلام لاعب الميرنغي الكرة يجد امامه ثنائي ضاغط من تشكيلة اليغري وهو ما نجح في تنفيذه يوفنتوس بطريقة أكثر من رائعة خلال العشرين دقيقة الأولى .
تواجد رباعي ارتكاز في وسط الملعب ساعد اليغري كثيرًا في تحقيق ما أراد حيث نجح ماركيزيو في غلق الجبهة اليمنى تمامًا بمعاونة ليشتاينر ومن خلفهما بونوتشي، بينما كان على فيدال مساندة ايفرا في الجبهة اليسر وهو ما نجح فيه الثنائي بشكل كبير لولا لقطة هدف رونالدو الذي تسبب فيه اللاعبين بشكل مباشر، كما منح المايسترو بيرلو إضافة رائعة لوسط ملعب يوفنتوس بمعاونة متوسطة من ستورارو .
أما على الجهة الأخرى فكانت المساحات الشاسعة بين لاعبي ريال مدريد نقطة ضعف واضحة كان من الممكن أن يستغلها يوفنتوس بشكل مثالي، ويكفي مشاهدة لقطة هدف موراتا التي صنعها ابتعاد مارسيلو بمسافة شاسعة عن قلب الدفاع رفائيل فاران وهو ما استغله تيفيز وماركيزيو بشكل رائع .
2- اختيارات أنشيلوتي الكارثية
بدأ المدير الفني الايطالي كارلو أنشيلوتي المباراة بتشكيلة ولا أسوأ.. حيث قرر الدفع بقائد الدفاع سيرجيو راموس إلى جانب توني كروس في وسط الملعب وهو الدور الذي فشل في تنفيذه راموس فشلًا ذريعًا وأفقد النادي الملكي السيطرة على منطقة الوسط حيث ظهر كروس يحارب بمفرده أمام رباعي يوفنتوس !
وبالطبع لم يقدم ايسكو أية مساندة دفاعية بسبب ضعف قدراته في التغطية والضغط على حامل الكرة، وإذا ما أضيف إلى ذلك ظهور الظهير الايسر مارسيلو بهذا الأداء المتواضع دفاعيًا يكتمل المشهد الكارثي لجبهة الميرنغي اليسرى خاصة في ظل ضغط أكثر من رائع من جانب ماركيزيو وموراتا .
ولكن لحسن حظ أنشيلوتي لم يكن الظهير السويسري ليشتاينر في الموعد وقدم أداءً مهتزًا خفف الضغط كثيرًا على هذه الجبهة التي كانت محور تمركز اللعب في الشوط الأول بسبب حرص رونالدو على إستغلال تراجع ليشتاينر، ومحاولة ماركيزيو وموراتا في افتراس مارسيلو المتواضع .
3- اليغري يتفوق في الشوط الثاني
تسيد يوفنتوس الشوط الثاني بأكمله بعد أن نجح اليغري في السيطرة على مفاتيح لعب ريال مدريد تمامًا واحكم قبضته على الثنائي الأكثر خطور رودريغيز وايسكو، كما اختفى نجم الفريق كريستيانو رونالدو وفشل في استلام الكرات بعد أن عانى من حصار شديد اللهجة من جانب دفاعات يوفنتوس .
عبقرية الثنائي كارلوس تيفيز والفارو موراتا في تنفيذ الهجمات المرتدة وإنهائها بنجاح تجلت في لقطة الهدف الثاني بعد أن افتك يوفنتوس الكرة أثناء أحد هجمات الميرنغي لينطلق تيفيز وموراتا بسرعة الصاروخ مخترقين عمق الدفاع وفشل عنف لاعبو الميرنغي في ايقاف الهجمة ليحتسب الحكم ركلة جزاء سددها تيفيز بثقة كبيرة في منتصف مرمى كاسياس .
ودفع اليغري بقلب دفاعه اندريا برزالي من أجل تأمين النتيجة بدلًا من لاعب الوسط ستورارو وهو ما أضاف صلابة كبيرة أمام مرمى بوفون، ورغم محاولة أنشيلوتي في التغيير من أداء فريقه وسير المباراة عندما قام بإخراج ايسكو المجهد والدفع برأس الحربة تشيشاريتو ليعود غاريث بيل إلى مركز الجناح الأيمن إلا أن هذا التغيير لم يحقق النتيجة المرجوة منه في ظل الثبات الدفاعي الرائع من جانب تشكيلة اليغري .
4- سلاح العرضيات يفشل
حاول لاعبو ريال مدريد اختراق دفاعات اليغري المتوازنة عن طريق تمريرات عرضية معتمدين على إجادة رونالدو في الالعاب الهوائية ولكن كان لتمركز كيلليني وبونوتشي وتغطية ايفرا العكسية الكلمة العليا وهو ما أفسد مخطط أنشيلوتي تمامًا .
حتى التسديدات بعيدة المدى من جانب توني كروس التي حاول مرارًا وتكرارًا تنفيذها وجدت أمامها جدارًا ناريًا من جانب فيدال وماركيزيو وبيرلو وأحيانًا موراتا.
5- موراتا يسكت الجميع
في بداية الموسم عندما تعاقد يوفنتوس مع المهاجم الاسباني الشاب الفارو موراتا الذي لم يكن يشارك في تشكيلة الميرنغي انهالت أسهم الانتقادات على هذه الصفقة ووصفها العديد من عشاق السيدة العجوز بالصفقة الفاشلة، ولكن بمرور المباريات تألق اللاعب الشاب ليثبت جدارتها بمكانة أساسية في تشكيلة اليغري .
موراتا قدم أمام فريقه القديم كل ما يمكن أن يقدمه مهاجم كرة القدم.. أحرز هدفًا ونفذ واجبات دفاعية متميزة إضافة إلى ضغطه المستمر على دفاعات ريال مدريد وسرعته الفائقة في الارتداد بالتعاون مع كارلوس تيفيز، إضافة إلى تميزه الشديد في إستلام الكرة تحت ضغط الخصم .
6- لغز ملايين بيل ما زال يبحث عن حل !
منذ بداية الموسم الحالي وفي كل مباراة هامة يخوضها النادي الملكي يتساءل عشاقه: أين غاريث بيل ؟ ماذا قدم خلال المباراة ؟
لاعب هو الأغلى في تاريخ كرة القدم فشل في ترك أي بصمة خلال مباراة بهذه الدرجة من الأهمية، فعندما دفع به أنشيلوتي في مركز رأس الحربة في الشوط الأول لم نشعر بتواجده على أرضية الملعب، ثم أعاده المدرب الايطالي إلى مركز الجناح وفشل في الاختراق أو إرسال أي تمريرة دقيقة وهو الذي يواجه باتريس ايفرا الذي لا تجوز مقارنته من حيث اللياقة البدنة والسرعة أمام قاطرة ويلزية فقدت ذاكرة تمرير الكرة واستلامها !
قد يتحمل أنشيلوتي المسئولية الأكبر في خسارة ريال مدريد، الرجل المحنك أخطا عندما أشرك راموس في مركز لا يناسبه أبدًا، كما أنه أجرم بعدم الدفع برأس حربة صريح داخل منطقة الجزاء منذ البداية واعتمد على شبح بيل، ولكن يجب الإشادة بعبقرية اليغري الذي رسم سيناريو المباراة وحضر لها جيدًا وحقق ما أراد ليثبت للجميع أن السيدة العجوز لم ولن تكون اللقمة السائغة التي يتمنى الجميع التهامها .
المصدر : يورسبورت عربية