زاوية عكسية: ظلموك غوارديولا .. وكنت البطل!



 
   

الشجاعة والإقدام تثمر وترفع صاحبها عند اكتمال العناصر وتتحول للعنة عندما يفقد أهم مفاتيح لعبه وما بين انتقاد غوارديولا ومدحه شعرة لا يجب أن تكون في أيدي المشجعين!


 
كثير هو الكلام والحكي من كل الأوساط من يعرف فيهم ومن لا يعرف، الخاسر دائما متهم مدان من الجماهير والفائز بطل همام، هذا هو حال الحكم الجماهيري، لا يرضى بغير الفوز ولا يصبر على الانكسارات ولا تهمه الأسباب، ولكن الحقيقة أنه في معادلة الانتصار والخسارة المدخلات تؤدي للمخرجات ولا تؤدي لغيرها.
لحظة لا تتوه منا ولنتكلم بالعقل، فقليل منه يفيد أحيانا، الكل هب وصب لعناته على الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لبايرن ميونيخ، لأنه خسر أمام برشلونة بمجموع اللقاءين 3-5، صار لعينا متفلسفا جاهلا، أساء الخطة والاختيار والتشكيل والأداء، وأساء في كل شيء.. كل من تمنى خسارة برشلونة أو أحب بايرن ميونيخ صب لعناته على المدرب الإسباني.. فهل معهم الحق وهل كان غوارديولا سبب الخسارة أمام برشلونة؟!
أولا بايرن ميونيخ كان يلاقي الفريق الأكثر تكاملا في العالم، صاحب خط الهجوم الذي لو لعب ثلاثية ميسي ونيمار وسواريز بنصف أو ربع طاقاتهم لصاروا مرعبين فما بالك لو تألقوا؟!
فإن أوقفت مد ثلاثي برشلونة المرعب فالمد يأتي من الخلف عن طريق تشافي وإنييستا وراكيتيتش، بل وعن طريق بوسكيتس وماسكيرانو وبيكيه أحيانا، رغم مهامهم الدفاعية، إذا هو فريق يصعب على أعتى الفرق الفوز عليه، فهل غوارديولا أجرم بالخسارة أمامه؟!

 

دعكم من هذا، حتى برشلونة الفريق الأكثر تكاملا في العالم، لو فقد اثنين من قوته الهجومية الثلاثية فهل سيكون بنفس القوة والقدرة؟ ماذا لو لم يلعب ميسي ونيمار أو ميسي وسواريز أو سواريز ونيمار، أو أي اثنين من الثلاثي غابا عن تشكيلة لويس إنريكي للإصابة أو البطاقات أو غيرها من المسببات هل سيكون برشلونة متكاملا بنفس القدر الذي هو عليه الآن؟
بل أن لو غاب ميسي وحده عن برشلونة فربما يصبح الفريق أقل إنتاجية وقدرة، فما بالنا وغوارديولا يلعب لقائي الذهاب والعودة أمام الفريق الأكثر تكاملية في العالم وهو مكسور الجناح بغياب أهم قوة هجومية ومفتاحي انتصارات سنوات طوال، وهما الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي الساحر آرين روبن؟
نعم أخطأ غوارديولا في تأخير الدفع بغوتزة كان يفترض أن يلعب بذلك بدلا من ذاك وأي من هذا الهري الفاضي غير المثمر والنابع من أشخاص يجلسون على المقهى ويشاهدون المباريات والأرجيلة (الشيشة) في أفواههم وينظرون ويتفلسفون دون النظر لأن لكل مدرب فكره، والمدير الفني هو الوحيد القادر على قياس مستوى اللاعبين من خلال التدريبات، ومدى التزام كل لاعب بطريقة اللعب وقدرته على التنفيذ وبناء عليه يختار التشكيل الذي ربما ينجح فيصير بطلا وقد يفشل فيصير مغضوب عليه!

إرسال تعليق

أحدث أقدم